اخبار من اليمن أثناء المعارك التي خاضتها المليشيات الحوثية للسيطرة على محافظة عمران خلال العامين ٢٠١٣-٢٠١٤ كانت ترفع شعارات تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لأبناء عمران وتحقيق العدالة ورفع الظلم عنهم لكن حقيقة تلك الشعارات ظهرت خلال السنوات الماضية من سيطرة المليشيات على المحافظة.

حيث سجلت تقارير رصد لمنظمات حقوقية ومواقع أخبارية وصحف وناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي عدداً كبيراً من الجرائم التي ارتُكبت خلال الأعوام السابقة في محافظة عمران، لكن ما لفت انظار المراقبين والمتابعين والمهتمين بحقوق الإنسان تلك الجرائم النوعية المتمثلة في قتل الأقارب.

لم تشهد محافظة عمران سابقاً انتشاراً لظاهرة "قتل الاقارب" كما يحصل اليوم، حيث سجلت تقارير حقوقية ارتكاب ما يقارب من "٢١ جريمة قتل أقارب" في محافظة عمران ارتكبت هذه الجرائم خلال الأعوام السابقة ونصف هذا العدد من الجرائم ارتكب في النصف الأول من العام الجاري ٢٠٢٢ في مؤشر خطير لتزايد تلك الظاهرة.

حيث تم رصد ٩ جرائم قتل أقارب ارتكبت خلال ٦ أشهر فقط من العام الجاري، توزعت هذه الجرائم على عدد من مديريات محافظة عمران، كان أبرزها ما حصل في مديرية "العشة" منطقة "السواد" حيث أقدم أحد عناصر المليشيا ويدعى "عبدالرحمن صالح خموسه" مساء يوم ٨ ابريل الماضي على شنق زوجته الحامل حتى الموت لتسجل جريمة قتل الزوجة مع جنينها دون معرفة الأسباب التي دفعته لارتكاب جريمته تلك، وفي نفس الشهر وتحديداً يوم ٢٣ ابريل بمديرية مسور أقدم "خالد العنصور" وهو أحد القيادات الميدانية للمليشيا على قتل والدته وشقيقه محمد وجرح آخرين بعد خلاف مع شقيقه على مكان سكن والدتهم خلال شهر رمضان المبارك.

وفي مديرية "عذر" مساء يوم ٢٠ مايو الماضي أقدم المواطن "يوسف أحمد عرار" على قتل زوجته وابنته وجرح والده، ثم انتحر بإطلاق الرصاص على نفسه دون معرفة الأسباب التي دفعته لارتكاب جريمته، وبعد مرور أسبوع واحد من هذه الجريمة وتحديداً يوم ٢٦ مايو شهدت مديرية القفلة جريمة مماثلة حيث أقدم "صالح باقي العمودي" على قتل والده وشقيقه وجرح والدته وشقيقته بسبب خلاف بين الأخوين على قطف "القات" مما دفع القاتل إلى قتل أخيه الذي احتمى بوالده ليرديهما معاً قتلى في جريمة بشعة هزت وجدان المجتمع في عمران، لكنها لم تكن الأخيرة من جرائم قتل الاقارب حيث سجلت تقارير الرصد يوم ١٥ يونيو ارتكاب جريمة قتل نفذتها إحدى النساء في مديرية حوث منطقة خيوان حيث اقدمت زوجة محمد هادي غريسة على قتل زوجها بإطلاق الرصاص على رأسه بسبب خلاف نشب بينهما.

لم تنته جرائم قتل الاقارب في عمران بل يرى مراقبون للوضع أنها مرشحة للزيادة لعدة أسباب أهمها تدهور الحالة النفسية للمجتمع بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وانتشار ثقافة القتل التي عززتها مليشيات الحوثي وعملت على نشرها بكثرة عبر شعاراتها في الطرقات والجدران والمدارس والدورات الثقافية والمحاضرات العامة التي يلقيها المشرفون الثقافيون ويقومون بتعبئة المجتمع بها.

إضافة لهذه الأسباب، يرى البعض أن تعطيل أحكام القضاء وسيطرة المليشيات على السلطة القضائية واستثمارها للقتلة لتجنيدهم ضمن صفوفها شجعت الكثير من العناصر على القتل وعدم الخوف من العقوبة، كل هذه الاسباب وغيرها كانت وراء ارتفاع معدل هذا النوع من الجرائم في محافظة عمران وكل المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإرهابية.

(المصدر أونلاين)