اخبار من اليمن بعد أن ضم المؤسس الملك عبدالعزيز-طيّب الله ثراه- مدينة حائل في عام 1921م كانت عادته الزواج من الأسر العريقة صاحبة النفوذ فسمع عن امرأة يقال له: فهدة بن العاصي بن شريم الشمري، وكانت فطينة حكيمة مشهورةً بالعلم، ودرست القرآن كاملًا والحديث وعندها رجاحة عقل وكان عمرها 35 عامًا. 

بعد قدومها للرياض أنجبت له أول مولود وهو عبدالله عام 1924م ثم نوف وصيتة، فكان عبدالله أكبر أبنائها وكانت شديدة القرب منه وهو كذلك، عندما كبر عبدالله قليلًا أصبح يجالس والده الملك عبد العزيز وينهل من تربيته وتعليمه وفروسيته ويرى كيف يدار الحكم، وعندما بلغ سن 13 من عمره 

اقراء ايضاً :

مرضت والدته مرضًا شديدًا فظل الشاب الصغير عبد الله يلازمها ويساندها وينظر لها بنظرة العاجز والداعي لربه بشفائها، استدعى الملك عبدالعزيز أمهر وأفضل الاطباء من فرنسا ليعالجوها.

وفي أحد الأيام خرج الطبيب الفرنسي بعد أحد كشوفاته عليها ..

كان الانكسار والحزن قد رسم معالمه على وجهه وقد أخبر الملك عبدالعزيز بأن زوجته قد ذهبت لجوار ربها، خيّم الحزن على قصر المربع بعدما أذيع خبر وفاتها.

كان الشاب الصغير عبدالله الذي يبلغ 13 عامًا يحاول كتم دموعه الرقراقة وكبح مشاعره من فقده لأمه وقطعة قلبه 

بعد افتتاح مدرسة الامراء بالرياض التي التحق بها الملك عبدالله وغيره من أبناء الملك المؤسس وأحفاده وغيرهم كانت الدراسة مبنيةً على العلوم الدينية والعلوم الحديثة بإشراف أمهر الاساتذة.

كان الملك عبدالله يهوى القراءة والمطالعة والجلوس مع الأدباء وكانت هوايته المحببة الفروسية. 

كان يركب فرسه برفقته إخوته بعد صلاة العصر يتعلمون ويتنافسون.

وعندما توفي والده المؤسس -طيّب الله ثراه- كان عمره 29 عامًا وكان فقده لأبيه لا يختلف عن فقدانه لأمه -رحمهما الله-

وكان والده قد أنشئ مكتب الجهاد والمجاهدين (الافواج) في عام 1368هـ فكان نواة وزارة الحرس الوطني

وهذا المكتب كان يضم الذين جاهدوا في تأسيس المملكة وكانت لهم مسيرات ورواتب وتولى رئاستها العديد من الامراء ثم حصلت النقلة النوعية والتطور الملموس عندما عيّن الملك سعود أخيه الملك عبدالله برئاسة هذا المكتب الذي تطور لاحقًا ليكون وزارة عسكرية متميزة في كافة النواحي.

يذكر الملك سلمان أن أخوه الملك عبدالله كان يحب أن يجمع إخوته وأخواته في منزله بشكل دائم ويحب أن يراهم حوله سعداء ويتلمس أخبارهم ليساندهم.

ظل الملك عبدالله في رئاسته للحرس الوطني حتى جاء عهد الملك خالد الذي عينه نائبًا ثانيًا لرئيس الوزراء ليدخل بذلك مجال السياسة وشؤون المملكة

بعد تولي الملك فهد مقاليد الحكم والذي أختار لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين بدلًا من جلالة الملك ترسيخًا لمكانة الحرمين.

واختير الملك عبدالله وليًا للعهد ثم أدار شؤون المملكة بعد مرض أخيه الملك فهد عام 1995م ثم بُويع بالملك بعد وفاة أخيه الملك فهد عام 2005م، وأصر أن يكون لقبه خادم الحرمين الشريفين أسوةً بأخيه فهد -رحمه الله-

بعد توليه مقاليد الحكم حرص على تلمس حاجات الشعب بمنتهى الكرم والجود والانصات حتى أنه وضع كرسيًا أمامه ليجلس المواطن أمام الملك كرسيه مقابل كرسيه ليجلس مرتاحًا ويسمع منه ثم لما رأى كثرة تقبيل يده انزعج من ذلك حتى أصدر أمرًا ملكيًا بمنع تقبيل اليد